على مدى عقود من التعاطي بالموسيقى كمهنه, وضعت لنفسي ثوابتا, منها بالمجال الفني المحض, ومركزها احترام اي من المشاريع الفنيه وتقديم الافضل بكل مره. ومنها يرتبط بالثوابت الاخلاقيه وتحتها تندرج الثوابت الاجتماعيه والوطنيه.
كثيرة هي المغريات وسهل هو الطريق الى النجاح اذا تجرد الفنان من قيمه باحثا عن المجد باي ثمن. لكن ذلك ليس هو نهجي, وخطوطي الحمراء واضحه, ولا اعتبر ان الغايه تبرر الوسيله.
لقد قبلت المشاركه بمهرجان العود الدولي بالقدس ليس فقط للاسباب الفنية المتوقعه , انما لطرح الفكر الاجتماعي القومي الذي يرتكز عليه البومي "غريب في وطني" والذي اعتبره رسالته وطنية طاهرة من الدرجة الاولى.
الا ان ناشطه امريكيه لحقوق الانسان قد ارسلت لي رسالة عبر الفيسبوك (رغم انها لم تكن من ضمن قائمة الاصدقاء) تحثني من خلالها على التراجع عن المشاركه بالمهرجان. وكان الرد وتتالت الرسائل بيننا . وقد قامت بارسال عدة حقائق لم اعرفها من قبل. منها ما يخص التوجه العام للمهرجان والجهات الداعمه له. ومنها اراء لهيئات فلسطينية داخل وخارج الخط الاخضر تطالب بمقاطعة هذا المهرجان حصرا.
قرأت كل ما يحيط بهذا الموضوع من اكثر من جانب وتوصلت لقراري التالي :
وفقا للمعطيات والمستجدات , ارى ان المشاركه بالمهرجان تتعارض مع مواقفي الوطنيه . لذا , قررت الانسحاب من المهرجان.
ملاحظه : قراري بعدم المشاركه ينبع من ثوابتي الشخصيه وتوجهي الخاص. وقد تكون مواقف زملائي مغايره ولا يعني اختلاف القرار بيننا ان هناك طرفا محقا وطرفا مخطئا. الا ان تعاطي كل منا مع نفس المواقف قد يكون مغايرا بشكل طبيعي وشرعي.
الى احبائي المتشوقين لحضور العمل "غريب في وطني " اقدم اعتذاري الشديد واعدكم انه لا بد من اللقاء القريب بعرض يبدا بالموسيقى وينتهي بالامل بعيدا عن اي تاثيرات غير موسيقيه .
مع كل التقدير والمحبه
حسام حايك
http://www.shefa-amr.com/nv/index.php?todo=news&id=15&subid=57&tid=12438
اضيف بتاريخ 21-10-2011